مهرجان الموهبة والإبداع والإتقان في مدارس الحصان | برنامج موهبة الصيفي المحلي 2013 م
المبدع إنسان يرى في الأشياء ما لا يراه الآخرون ، وينظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة ، وذلك لأن التفكير الإبداعي نشاط عقلي مركب وهادف ، توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول ، أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة مسبقا ، كما أنه يسهم في تحرير الأفراد من التبعية للآخرين ، ويخلصهم من الحلول على نمط مألوف ، وذلك لأن الإبداع هو ابتداء صنع الشيء من العدم على غير مثال سابق ، والقدرة على إنتاج الأفكار الأصيلة ، والحلول باستخدام التخيلات والتصورات .
- ومن هنا أصبح التفكير الإبداعي مطلبًا مُلِحًّا ، وضرورة من ضرورات الحياة في العصر الحديث ، فهو ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تهيئ الفرص لأبنائها للتجريب والمحاولة والخطأ دون خوف أو تردد ؛ لأن عصر الانفجار المعرفي يحتاج إلى الإبداع ، ففي الحقبة الحالية تحولت حياتنا إلى الرقمية بكل معانيها ، مما أدى إلى اختلال التوازن بين تكنولوجيا العصر ، وتفكير البشر .
- وما أعظم المبتكرات و الفوائد التي تجنيها البشرية كل يوم من خلال التفكير الإبداعي ! فهو يكسب الإنسان المرونة في مواجهة التحديات ، ويسهم في حل المشكلات التي تعترض طريق حياتهم اليومية ، ويساعدهم على تجنبها قدر المكان ، تمهيدًا للقضاء عليها بشكل تام .
-
ومن هذا المنطلق كان انعقاد برنامج موهبة الصيفي المحلي بمدارس الحصان النموذجية للبنين بالدمام 2013 م في دورته الثالثة على التوالي ، والذي يعبر عن الأصالة والحداثة والموهبة والابتكار والإبداع في ثوب متألق ، فقد شَرُفَتْ مدارس الحصان النموذجية الأهلية للبنين بالدمام بالثقة الغالية التي أولتها إياها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع ( موهبة ) لتكون مَحْضِنًا لبرنامج موهبة الصيفي المحلي 2013 م ، حيث تم تقسيم البراعم الموهوبين في البرنامج إلى أربعة مسارات على النحو التالي :
- مسار ( الاختراعات ) للصفين الثالث والرابع
- مسار ( الأرقام ) للصفين الثالث والرابع .
- مسار ( العلوم والهندسة ) للصفين السادس والسابع .
- مسار ( الروبوتكس ) للصفين السادس والسابع .
- حيث يجري البراعم الموهوبون من خلال المسارات الأربعة العديد من التجارب العملية بأنفسهم من خلال اعتماد إستراتيجيات حديثة كـ ( التعلم التعاوني ) الذي يتيح لهم العمل الجماعي ، وتدريب الموهوبين المتميزين منهم الذين تتوافر فيهم صفات القائد الناجح على فن القيادة من خلال مواقف عملية.
-
هذا ، وقد تم استحداث مسارين جديدين في برنامج موهبة الصيفي المحلي بمدارس الحصان النموذجية للبنين لهذا العام وهما :
-
مسار الأرقام : وفيه سيقوم المدرب – بإذن الله – بتدريب البراعم على كتابة الأعداد الكبيرة ، وكيف يكتب العلماء لهذه الأرقام ؟ ، كما سيقوم البراعم بتنفيذ نماذج لمشاريع العمل الجماعي ، والمشاريع الفردية على مدار البرنامج ، واعتماد أسلوب التعلم باللعب من خلال عرض نماذج مختلفة للألعاب الصغيرة ، والتطبيق عليها وصولا بهم إلى مرحلة الإتقان ( كنشاطات للإحماء والترفيه ) .
-
مسار ( الروبوتكس ) : وفيه سيتعرف البراعم على علوم الروبوتات واستخداماتها ، ثم يتدربون على تصميم نماذج مختلفة منها ، وإعداد وتركيب البرامج الخاصة بالروبوت على الحاسب الآلي ، وتركيب روبوت وبرمجته للحركة في جميع الاتجاهات ، والتعرف على المجسات ( اللمس – الضوء ) ، والتدريب على كيفية تركيبها وبرمجتها ، والاستفادة من مختبر الروبوت في تنمية مهارات التفكير العليا لدى البراعم ، وتنفيذ العديد من مشاريع العمل الجماعية .
-
مسار الأرقام : وفيه سيقوم المدرب – بإذن الله – بتدريب البراعم على كتابة الأعداد الكبيرة ، وكيف يكتب العلماء لهذه الأرقام ؟ ، كما سيقوم البراعم بتنفيذ نماذج لمشاريع العمل الجماعي ، والمشاريع الفردية على مدار البرنامج ، واعتماد أسلوب التعلم باللعب من خلال عرض نماذج مختلفة للألعاب الصغيرة ، والتطبيق عليها وصولا بهم إلى مرحلة الإتقان ( كنشاطات للإحماء والترفيه ) .
- وسوف يتيح البرنامج للبراعم الموهوبين - بإذن الله – ابتكار العديد من المخترعات التي يستخدمون فيها العناصر المتوافرة في البيئة من حولهم ، وتنفيذ العديد من الأنشطة الإثرائية ؛ لتزويد الطلاب بثقافة التكنولوجيا وبيان أهميتها ، وكذلك إقامة العديد من ورش العمل المتخصصة للبراعم ، حيث يتم تدريبهم على استخدام الأدوات البسيطة ، والعدد والآلات ، وكيفية التقويم الذاتي من خلال تنفيذ العديد من المشروعات المبتكرة الفردية والجماعية والتي يتم توثيقها من خلال إعداد ملف الإنجاز العلمي والعملي لكل فريق .
- كما يحرص البرنامج على تدريب الطلاب على استخدام آليات التعلم الذاتي من خلال تنمية مهارة البحث والاستقصاء لدى البراعم الموهوبين وذلك من خلال تكليفهم بإعداد أبحاث علمية - تتحقق فيها شروط البحث الجيد - في موضوعات مختارة معتمدين على مصادر المعرفة التقليدية والإلكترونية ، وكذلك تنمية روح الإصرار والعزيمة والإرادة والإبداع الخلاق لديهم من خلال دعوة العديد من المتخصصين ؛ لإلقاء المحاضرات ، وإقامة الندوات العلمية من خلال البرنامج .
- وختاما ، فإن ما تطمح إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – من خلال إقامة مثل هذه البرامج الصيفية المحلية هو أن تجعل من التفكير الإبداعي مطلبا عاما لا خاصا ، بحيث يشارك فيه جميع أفراد المجتمع كلٌّ في تخصصه ؛ ليتحول المجتمع كله إلى خلية نحل نشطة تعزف لحن الإبداع الخالد ، ويشارك فيه الجميع كلٌّ حسب دوره ، وقدراته الإبداعية .